المعلم

المعلم في الاسلام
د/ فهد العصيمى





المقدمة
الحمد لله الذي علم بالقلم , علم الإنسان ما لم يعلم , والصلاة والسلام على النبي الأكرم ,الذي دل الأمة على الخير وسلك بها الطريق الأمم الأقوام قدوة العالمين ومنار سبيل العارفين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ,
وبعد:
فإن المعلمين هم حماة الثغور , ومربو الأجيال , وسقاة الغرس , وعمار المدارس , المستحقون لأجر الجهاد , وشكر العباد , والثواب من عند الله يوم الميعاد , ثم إن الحديث عنهم ذو شجون , فلهم هموم وشؤون , ولهم آمال وآلام وعليهم , واجبات وتبعات وللمعلم المسلم صفات وخصائص شامخات أضعها بين أيديكم في هذه المحاضرة المتواضعه و شيئا من خصائص المعلم المسلم وما ينبغي أن يكون عليه من صفات حتى تتحقق به القدوة وتنهض به الأمة فالمعلم فضله في كلام الملك المنان وفي سنة خير الأنام المعلم الأول والمثال الأعلى للمعلم المسلم ما ينير لنا الطريق إضافة إلى بيان ما يجب أن يكون عليه المعلم المسلم من صفات يكون بها أسوة لطلابه مع وضع يدي على معوقات ذلك أسأل الله أن ينفع بها.
تمهيد:
المعلم يحتاج إلى محاضرات التنوير ،وهو بحاجة إلى علم من سبقوه ،قال تعالـى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ً) .
وهذه عبارة عن محاضرة طرحت للحوار.،بهدف أن نأخذ فكرة سريعة عن فضـــل العلم والمعلم في الإسلام لأنه إذا عرفنا أن القاعدة عندنا صلبة ومتينـــة من أجل تحقيق أهداف مثلى ،وليس كما يتصور بعض الناس بأن رسالة التعليـــم مجرد " لقمة عيش !" لأن ذلك مبدأ بعض المعلميــن وإن كانــوا قلـة – ولله الحمد- .
المعلم فى القرآن:
رسالة التعليم أو التدريس أسمى وأرفع مما تتصوره ذلك أن القاعدة التي ينطلق منها الإسلام تستند إلى أول ما نزل من كتابنا المعظــم ، قال تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق) وفي هذه الآيات الكريمة ذكرت أدوات التعليم ، فأول ما نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (اقرأ) لأن مفتـاح التدريــس و مفتاح الخيــر والبركات هو القراءة ،ثم عقب آخر الآية بالقلم والقلم من أدوات العلم فــــــلا يستطيع أي طالب علم أن يتعلــم القراءة والكتابــة، إلا بعد أن يجهز الأقــلام. وفي هذه السورة ونزول أول آية على الرسول صلى الله عليه وسلم تتحدث عن أدوات العلـم : وهـي القراءة والقلم وما يتعلق بذلك، فهذا دليل على عظمة العلم وعلى أهميتــه ولهــذا يقول تعالىفاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك)1 ، ولذا يقول العلماء بدأ بالعلم قبل القول والعمل، مما يدل على أهمية العلم وعلى فضل العلم، والتدريس، وعلى فضل التعليم، وأن الذي يقوم بهذه المهمة إنما هو جندي ٌّ يجاهد في سبيل الله علمه من علمه وجهله من جهله. كذلك يقول تعالى ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)2 ، وهذه إشادة بطلاب العلم ، وإشادة بالمعلمين ،والمدرسين الذين ساروا على الطريق المستقيم، الذين عرفوا أو جزموا بأن رسالة التعليم ليست " أكلة عيش" كما يتصوره البعض، فهؤلاء الذين عرفوا رسالة التعليم بأنه رسالة عالية وسامية ونبيلة، تنطبق عليهم هذه الآية، فالذي يعلم ويعلــّم وعنده نية صالحة ونية طيبة، ليس كمن هو جاهل لا يفقه في أمر دينه ولا في أمر دنياه بشيء , وأمور الدنيا شأن ميسور، لكن المشكلة والمصيبة العظمى عدم العلم بالدين وما يتعلـق به.
كذلك قوله تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائمــا ً بالقسط) . فهنا قرن سبحانه شهادة أهل العلم، بشهادة الله سبحانه، وبشهادة الملائكة وأن الله قائما ً بالقسط والعــدل. وقوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) .
وقول الحق تبارك وتعالى : (وقل رب ِّ زدني علما ً) .
وقوله سبحانه : (ويعلمهم الكتاب والحكمة) .
فهذه الآيات دليل واضح وجليّ على فضل العلم، وعلى فضل العلماء والمعلمين الذين أخلصوا النية بتدريسهـــم لوجه الله والدار الآخرة وقصدوا من هذا التعليم تربية أبناء المسلمين على الفضائــل وإبعادهم عن الرذائــل وتعريــة ما يقوم به أعداء الإسلام ضد هذه الأمة الإسلامية وإنشاء جيـل يستطيـع – بإذن الله - أن يتحمل المسؤولية التي ستلقى عليه إن عاجلا ً أو آجلا ً، وتسليح المسلم بالرؤية الإسلامية الصحيحة التي تنبع من آفاق المعرفة والعلـــوم الشاملــة فــي الديــن والدنيا ، والتصور للكون وللحياة.
وكانت هذه بعض الأدلة التي تبين فضل العلم والتعليم والتدريس، وفضــل التدريس والعلم في القرآن له مكانة عظيمة وجليلة وهناك الكثير و الكثير من الأدلة التي تبين فضل العلم والتعلم والتـدريس . فالله سبحانه يقول في محكم كتابه : (الرحمن علم القرآن ، خلق الإنسان ،علمه البيان) . وقال : (وعلم آدم الأسماء كلها) ، وقد خلق الله الإنسان ومنحه العقل ، وجهزه بوسائل الحس والإدراك ، ليكون مهيئا ًلقبول العلـم. يقول تعالى : (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ًوجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) ،فالقرآن الكريم يركز على حواس الإنسان التــي تتصل بالتفكير، لتتم عملية الوعي والإدراك والإحاطة والشمول لكل ما في الكون والحياة ، لتقود الإنسان إلى الحق واليقين ولا تتركه إلا عالما ً مؤمنا ً على بصيرة , ومفهــوم العلم في الإسلام هو اليقين والمعرفــة . وفي التنزيــل قوله مما عرفوا من الحق ) أي علموا ، وقال تعالى : (لا تعلمونهم الله يعلمهم ) أي لا تعــرفونهــم الله يعرفهم .
المعلم في السنة:
كان الرسول صلى الله عليه وسلم معلما ً، وفي نفس الوقت كان يشيد بالمعلمين ويشيد بأهل العلم ويشيد بفضلهم، ويحث الناس على أن يسلكوا سبيل العلم، من أجل أن يعلموا أنفسهم، وحتى تتاح لهم الفرصة أن يعلموا غيرهم، بحيث يكسبوا الدنيــا والآخرة على حـــــــد سواء ، فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يضــم صوته إلى صوت طلاب العلم، ويرمي بثقله معهم
دخل ذات مره المسجد فوجد جماعتين أو فرقتين فرقة تتعبد الله سبحانه وتذكر الله وفرقة تتعلم ، فجلس صلى الله عليه وسلم مع الفرقة التي تتعلم وقال عبارته المشهورة :"إنما بعثت معلما ً" وفي 77 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَــانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُـوا وَسَقَــوْا وَزَرَعـــوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلا تُنْبِتُ كَلَأً فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ قَالَ أَبـو عَبْد اللَّهِ قَالَ إِسْحَاقُ وَكَانَ مِنْهَا طَائِفَةٌ قَيَّلَتِ الْمَاءَ قَاعٌ يَعْلُوهُ الْمَاءُ وَالصَّفْصَفُ الْمُسْتَوِي مِنَ الأَرْضِ * , فهذا الدليل صريح وواضح على فضل العلــم وفضل المعلم على غيره من سائر الناس ، لأن المعلـم ينفع نفسه وينفع غيره، بخلاف المتعبد فالمتعبد لا ينفع إلا نفسه ، أما المعلـــم إذا نوى النية الطيبة إنما يستفيد هو ويستفيد غيره من أبناء الأمة الإسلامية.
فالمطلوب في التعلم والتعليم ، صدق النية ونبل المقصد والإخلاص في القول والعمل. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ أَخْبَرَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مـــَاتَ الإنْســَانُ انْقَطـَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ قَالَ أَبــو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ * فتصور أنك إذا مت وانتقلت من عالم الدنيـــا إلى عالم الآخرة لا يبقالك إلا هذه الأشيـــاء السالفة الذكر في الحديث، فالصدقة الجارية من بناء مسجد وتسبيــل ميــاه ....الخ. وقد أشار معلم الإنسانية وهاديها إلى طرق الرشاد ،2609 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ رَجَاءٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ جَمِيلٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أمامه الْبَاهِلِيِّ قَالَ ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلانِ أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالأخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلــَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَــةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ قَالَ أَبو عِيسَــــى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ قَالَ سَمِعْت أَبَا عَمَّارٍ الْحُسَيْنَ بْنَ حُرَيْثٍ الخز اعي يَقُولُ سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمٌ يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ * .
والعلم الذي ينتفع به كتعليم مشيته أو كتاب ألفته أو شريط سجلته أو نحو ذلك مما يتعلق بنشر العلم ،ومثل هذا السلوك الولد الصالح الداعي لك. فالولد ينقسم إلى قسمين: إما صالح أو فاسد فإن كان فاسدا ً فإنك لا تستفيد منه لا حول ولا قوة ، وإن كان صالحا ًفإنه من الذخر الذي يبقى لك بعد موتك. ومن هناك تأتي التربية الإسلامية ،المبنية كذلك على العلم .
فالولد الصالح في الغالب إذا ربي تربية إسلامية، منطلقة من كتاب الله، مبنية على أسس وعلى طرق وعلى أشياء واضحة، فإنه بإذن الله هذا الولد ينفع والديه في حياتهما وبعد مماتهما قال الحق تبارك وتعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنه قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ًترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليــك وإني من المسلمين.أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملــوا ونتجاوز عن سيئاتهم ) 2569 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَســُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَفِي الْبَاب عَنْ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَمُعَاوِيَةَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ *.
فهذا دليل على فضل التفقه في دين الله سبحانه وتعالــى ، أي بعبارة أدق على فضل العلم والمعرفة وعلى ضرورة أنه يوجد في الأمة الإسلاميـــة معلمون يوجهون الناس ويفقهونهم، سواء ً كان في المدارس أو في المساجد، أو حتى في الصحـــــــاري ونحو ذلك . ما روينحن معاشر الأنبياء لا نورث) أي ما ورثناه صدقة وإنما ورثنا العلم، فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر. فهذا كذلك فيه إشادة مــن الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل العلم أنهم الذين يرثون الأنبياء والرسل . وموضوعات فضل العلماء والحث على طلب العلم واسعة ومتعددة، 220 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ شِنْظِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَبُ الْعِلْـمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَوَاضِعُ الْعِلْمِ عِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ كَمُقَلِّدِ الْخَنَازِيرِ الْجَوْهَرَ وَاللُّؤْلُؤَ وَالذَّهَبَ * وأن 346 أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ جَمِيلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ إِنِّي أَتَيْتُكَ مِــنَ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ قَالَ لا قَالَ وَلا جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ قَالَ لا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَــــرِ عَلَى سَائِـــرِ النُّجُومِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الأنْبِيَاءِ إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلا دِرْهَمًا وَإِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظِّهِ أَوْ بِحَظٍّ وَافِرٍ * فهذه الأمور كلها حوافز للنفوس على بذل الجهد والنشاط لمواصلة طلب العلم ، وتحقيق الشـــرف الكامــل ، والدرجة العالية من الحكمة ونور البصيرة . وُأثر عن ابن عباس(العلم يزيد الشريف شرفا ً) .
فالرسل عليهم الصلاة والسلام إذا ورثوا أو ماتوا عن قرش أو قرشين فإنما هي صدقة لا تنتقل إلى من بعدهم ،وإنما إرثهم الحقيقي العلم فمن أخذ بهذا العلــم وجناه فقد أخذ بحظ واف ويرجى له خيرا ً في الدنيا والآخـرة بإذن الله تبارك وتعالى . فإذا أحسنت النية –يا أخي المسلم- وأخلصتها لله سبحانه وتعالى وجئت لهذه المدرسة أو لغيرها من مدارس المسلمين أو لأي مسجد من مساجد المسلمين ،وقصدت وجه الله وأن تنفع نفسك وأن تنفع غيرك من أبناء المسلمين والأمة الإسلامية ، فإن الملائكة لتضع أجنحتها لك رضا ً بما تصنع. وهذا الحديث السابق ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم مما يدلك على فضل العلم وفضل المعلمين وفضل التدريس والمدرسين .
2605 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ جَنَاحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ قَــالَ أَبـــو عيسى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وَلا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ مِنْ حَدِيثِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ * وقال ابن عباس (كونوا ربانيين فقهاء) والرباني: الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره.
العبادة كما ذكرنا سلفا ً فضلها يقتصر على صاحبها لا يتعداه إلى غيره أما فضل العلم فإنه يتعدى من صاحبه إلى غيره.
من الحديث فقد يكون الألف عابد يعبدون الله بزيادة في الدين أو بنقصان في الدين وكلاهما مشكلة . لأنه ورد 3243 و حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ جَمِيعًا عَنْ أَبِي عَامِرٍ قَالَ عَبْدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزُّهْرِيُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ سَأَلْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنْ رَجُلٍ لَهُ ثَلاثَةُ مَسَاكِنَ فَأَوْصَى بِثُلُثِ كُلِّ مَسْكَنٍ مِنْهَا قَالَ يُجْمَعُ ذَلِكَ كُلُّهُ فِي مَسْكَنٍ وَاحِدٍ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ *
ومن شروط قبول العمل :
1.النية الصالحة .
2.موافقة هذا العمل لمراد الله ولمراد الرسول.
وهذان الشرطان لا يتحققان إلا بالعلم بالأخص الشرط الثاني ، فالأول أمره ميسور ممكن أن يتحقق لكل إنسان، لكن المشكلة في الشرط الثاني فإنه يحتاج إلى العلم ويحتاج إلى التثقيف والتفقه، والذهاب والإياب، وملازمة العلماء وملازمة المدارس والمساجد، وكل يتعلق بوسائل العلم المتعددة وتنطلق بهذا التشخيص.
وورد16767 حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقَالَ آيكم يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى بُطْحَانَ أَوِ الْعَقِيقِ فَيَأْتِيَ كُلَّ يَوْمٍ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ زَهْرَاوَيْنِ فَيَأْخُذَهُمَا فِي غَيْرِ إِثْمٍ وَإلا قَطْعِ رَحِمٍ قَالَ قُلْنَا كُلُّنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ يُحِبُّ ذَلِكَ قَالَ فَلَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ إِلَــــى الْمَسْجِدِ فَيَتَعَلَّمَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلاثٌ خَيْرٌ مِنْ ثـــَلاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ مِنْ أَرْبَعٍ وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الإِبِلِ * ،،، فأنت في ذهابك إلـــى المسجد لتتعلم الآية إما بنفسك أو من غيرك تكون هذه الحالة خير وأفضل ممن يحوز في ذلك اليوم على ناقة أو ناقتين أو ثلاث . وتصور فضل الناقة والناقتين في ذلك الزمان ، ومع ذلك يبين الرسول صلى الله عليه وسلم .
أن العلم أفضل من الدنيا وزخارفها، فلينتبه أولئك الذين يقولون إن نصيبنا من الدنيا قليل وإننا مدرسون إننا لم نصبح من أصحاب الأموال الطائلة ...!
فنقول لمن هو على هذه الشاكلة على رسلك لا يصيبك الشيطان، ويجعلك تترك سبيل العلم والمعرفة، وتنغمس في الدنيا وزخارفها. وقد اهتم الإسلام أن يكون طلب العلم والسعي إليه طلبا ً خالصا ً مجردا ًلا يقصد صاحبه من ورائــه إلا الإخلاص لوجه الله بطلب الحقيقة وتحريها بعيــدا ً عن طلب أعراض الدنيا الزائلة ، فورد 3179 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ عَنْ أَبِي طُوَالَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ مَعْمَرٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلا لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَعْنِي رِيحَهَا) , و أيضا ً2578 حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ الْبَصْرِيُّ حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْحَقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ لَيْسَ بِذَاكَ الْقَوِيِّ عِنْدَهُمْ تُكُلِّمَ فِيهِ مِنْ قِبَلِ حِفْظِهِ * ، ومسؤولية العالم في الإسلام كبيرة وضخمة،فعليه بيان ما يعلم وأن يكون قدوة للناس فيما يفعل ،وورد 3173 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ اللَّهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ *
أما الآثار التي وردت في فضل العلم منها:-
ما روي عن عمر بن عبدالعزيز قال: (إن استطعت فكن عالما ً، أو متعلما ً، أو محبا ً للعلم ، أو لا تبغضهم ولا تكن الخامسة فتهلك )
فعلا ً هذا التقسيم غاية العظمة وله معناه:
عالما ً:أي متبحرا ًفيه.
أو متعلما ً: أي تجلس عند ركب العلماء من أجل أن تستفيد.
أو محبا ً:أي تحب العلم وأهل العلم وتحب مجالستهم وتأخذ من كل شيء قليل فقد تكون ظروف الحياة تمنعك لكن كن محبا ًلأهل العلم ومجالستهم والقرب منهم ونحو ذلك .
أو لا تبغضهم ولا تبغض أهل المعرفة .، ولا تكن الخامسة ممن حرمه الله العلم فتهلك في الدنيا والآخرة .
من هنا تنطلق نظرة الإسلام من حاجة الإنسان والمجتمع إلى العلم والتحبيب إليه، والعناية بتنمية روح التقصّي والاستكشاف للتمييز بين الحق والباطل والجميل والقبيح قال تعالى : (من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا ً كثيرا ً)
يقول علي رضي الله عنه : (العلماء باقون ما بقي الدهر أعينهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة ).
وهذه الوصية قالها على رضي الله عنه إلى ابن زياد النخاعي :قال ابن زياد: أخذ علي ابن أبي طالب فأخرجني إلى ناحية الجبال فلما أصحرنا- أي نزلوا إلى الصحراء – جلس ثم تنفس ثم قال يا ابن زياد :القلوب أوعية فخيرها أوعاها احفظ ما أقول لك :الناس ثلاثة : فعالم ٌربان،ومتعلم ٌعلى سبيل نجاة ورعاء أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح .، لــم يستفيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، العلم خير من المال ،العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكو على العمل والمال ، والمال تنقصه النفقة، ومحبة العالم دين يدان بها ،العلم يكسب العالم الطاعة في حياته، وجميل الأحدوثة بعد موته، وطمعه في المال تزول بزواله ،مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة).
فملخص الوصية إنما هي تدعو إلى العلم وتحث الناس على التعليم وتبين أن العالم أو طالب العلم أفضل من غيره من سائر الناس .
ومما قاله سهل التستري " حول العلم وفضل العلماء وطلاب العلم" : (من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء فاعرفوا لهم قدرهم ) ولا ننسى العلماء والفلاسفة في الإسلام الذين كان همهم الأول هو العربيــة والتعليم وخدمة الإنسان مثل الغزالي وابن سيناء ، وابن الجوزي وابن تيميه وابن القيم وابن خلدون وغيرهم من خلدهم التاريخ وخلد أعمارهم.
وبعد أن تبين لنا فضل العلم من الكتاب ومن توجيهات المصطفى,
وما قاله بعض السلف الصالح حول العلم وحول فضل العلماء ،ننتقل بعد ذلك إلى الوسائل ، فما هي الوسائل إذا كنا فعلا نريد أن نعلم وأن نتعلم ونعلم أبناء المسلمين ونسير في هذا الخط ونعتقد بأنه عبادة وأن نتقرب به إلى الله جل جلاله وأن نقصد به محاربة الجهل ومحاربة الكفار .
ما هي صفات المعلم المسلم ؟
المعلم المسلم له صفات تختلف عن أي معلم في العالم ،عن المعلم اليهودي، النصراني ،البوذي ، واللاديني.، لكونه هذا المعلم المسلم منطلق من كتاب الله وسنته ومن أبرز هذه الصفات :
*. النية الصالحة.
أي أن يقصد المعلم بعمله وجه الله . فمثلا ً أنت في مدرستك المعلم فيها، لماذا لا تكون نيتك صادقة خالصة لتــُعلــّم الجهال؟ ولكي تعلم أبناء هذه الأمة الإسلامية لكي يقفوا أمام أوجه الكفار, ولكي تتكون عندهم الحصانة ضد الفسق ، فبنيتك هذه يكتب لك الأجر والراتب واصل بإذن الله لا محالة ، جاء في الحديث(رحم الله امرئ عمل عملا ً فأتقنه) وقال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا ً يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) , فالنية أمرها عظيم ، فعليك يا أخي المعلم أن تلفت انتباه الطلاب إلى هذا الجانب في أول حصة تدخل عليهم.
*. القدوة الحسنة في كل شيء .
فالمعلــم يجب أن يكون قدوة حسنة في كل تصرفاته خاصة أمام الطلاب ،ومعلوم القدوة الكبرى لنا الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال تعالى : (لقد كانت لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) .لذا يجب أن يعي المعلم أن التلاميذ الصغار ينظرون إلى المعلمين باعتبارهم مثلا ً عليا، ومصادر للقيم والاتجاهات السليمة ، ونماذج للسلوك والذكاء.
*. الصبر.
فبعض المعلمين – هداهم الله – لا يملك من الصبــر شيئا ًفمــا إن يغضبه الطالب يغضب ويثور ويتقطع الغضب في وجهه والمفروض أن يكون كالطبيب يحلم ويصبر ويتحمل ، أحيانا ً يأتيك أذى من الطالب فالطالب جاهل ولو كان عالما ً لما أتى عندك ولكنه جاهل أتى يتعلم منك لذا لزم الصبر معه. قال تعالى : (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) ،وقوله: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) .
*. الصدق فيما يدعو إليه.
فيقول تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) فإذا وعدت الطلاب بوعد معين ، فلا بد أن تفي بما وعدتــه أو أن تعتذر لهم الاعتذار الكامل حتى تكون فعلا ً صادق أمامهم فيما تطلب منهم .
*. الأناة وعدم العجلة . فقال صلى الله عليه وسلم: (ما دخل الرفق في شيء إلا زانه وما دخل الحمق في شيء إلا شانه) ، فلا تكون أيها المعلم ممن تغضبه التوافه ، فبعض المعلمين راصد للفصل رصد كامل فلو يسقط الدبوس في نهاية الفصل لسمعـــه وهذا خطأ وفيه مبالغة ، فأحيانا ً بعض الكلمــات يحن عــدم الالتفات إليها وكأنك لم تسمعها ، وبإمكانك بعد الحصة أن تستدعي ذلك الطالب على انفراد وتؤنبه برفق أبوي حاني وتعلمه بخطأ ما فعله .


بعض المراجع حول الموضوع:

هذه بعض الكتيبات أود إجمالها لكم حول القضايا التربوية وحول الاستفادة من هذا الجانب ،هذه بعض الكتب حول هذا الموضوع لمن أراد الاستفادة منها : وعلى رأسها:
1. سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لابن هشام
2. الروض الأنف /م/ للسهيلي أربع مجلدات
3. محمد صلى الله عليه وسلم ثلاث مجلدات /م/محمد الصادق عرجون
4. من أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم /م/عبد المحسن حمد العبّاد
5. مهارات التدريس /م/ د. عبد الله الحصين
6. زاد المعلم /م/ علي أحمد
7. رسالة إلى المدرسين /م/ الشيخ عبد الله الجار الله
8. أصول التربية الإسلامية وفلسفتها /م/ محمد عطية الأبراشي
9. أصول التربية الإسلامية وفلسفتها /م/ عبد الرحمن النحلاوي
10. التعليم الابتدائي في المملكة /م/ د.محمد مصطفى زيدان
11. روح التربية والتعليم /م/ محمد عطية الأبرشي
12. مختصر منهاج القاصدين /م/ ابن ُ قدامه المقدسي
13. العقيدة وأثرها في بناء الجيل /م/ الشيخ عبد الله عزام
14. تربية الأولاد في الإسلام /م/ الشيخ عبدالله علوان
• ولكن ينتبه في أحد الأجزاء هناك شيء يقوله حول ثنائه على بعض الصوفية ...انتبهوا لهذه النقطة إذا مررتم عليها في هذا الكتاب .
15. أما هذا الكتاب في الجملة فهو كتاب تربوي فريد من نوعه لولا هذه الغلطة التي وقع فيها المؤلف والكمال لله سبحانه وتعالى .
16. منهج التربية النبوية لطفل /م/ محمد سوي
17. التربية الأخلاقية الإسلامية /م/د. مقدادي ألجف
18. تحفة المودود بأحكام المولود لابن القيم
وغيرها من الكتب التي تتحدث عن طريقة التربية وهو الأسلوب الأمثل خاصة التربية للإسلام .
مكتب التربية العربي لدول الخليج : رسالة الخليج العربي ،مجلة تربوية، ثقافية، فصلية . العدد الحادي والعشرون ، الرياض 1407هـ
مكتب التربية العربي لدول الخليج : رسالة الخليج العربي ،مجلة تربوية، ثقافية، فصلية .العدد الثاني والعشرون ، الرياض 1407هـ
مكتب التربية العربي لدول الخليج : رسالة الخليج العربي ،مجلة تربوية، ثقافية، فصلية .العدد الثالث عشر، الرياض 1404هـ
مكتب التربية العربي لدول الخليج : رسالة الخليج العربي ،مجلة تربوية، ثقافية، فصلية . العدد العاشر ، الرياض 1403هـ
اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم . مجلة التربية (محكمة)، العدد الثاني بعد المائة ،دولة قطر ،الدوحة 1994م
جامعة الملك سعود ،العلوم والتقنية في خطط منهج التعليم العام في المملكة العربية السعودية ، دراسة تحليلية ، الرياض 1412هـ
إبراهيم أحمد مسلم . تخطيط المناهج وتطويرها من منظور واقعي ، مكتبة الشقري ، الرياض 1419هـ
محمد فؤاد عبدالباقي "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" دار المعرفة بيروت، لبنان الطبعة الثانية 1411هـ