سلسلة
حقائق حول لا إله إلا الله
مقدمة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أما بعد:
إن من أخطر الأفكار المنحرفة الشائعة في هذا العصر الفكرة القائلة بأن التوحيد ما هو إلا التلفظ بكلمة "لا إله إلا الله".
وأن من تلفّظ بها يحكم بإسلامه مطلقاً ولو كان متلبساً بالشرك الأكبر وعابداً مع الله غيره، ومتبعاً لشرائع الطواغيت ومستهزئاً بالدِّين ومحارباً للموحِّدين.
وأنصار هذه الفكرة الغريبة على الحسّ الإسلامي لا يقفون عند هذا الحدّ، ولكن يحاولون أن ينسبوها إلى السلف الصالح وإلى إجماع الأمة ويرمون مخالفيهم بالابتداع والضلال.
ويحتجون لفكرتهم تلك بأحاديث نبوية صحيحة أخطئوا في فهمها. فلبسوا على الناس دينهم وأضلُّوهم عن معرفة حقيقته، وتركوا الكثيرين حيارى، قد ملئت أذهانهم بالمتناقضات.
ومن أشهر الأحاديث التي يحتجون بها لفكرتهم حديث:
{أُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا "لا إله إلا الله" فمن قالها فقد عصم منِّي ماله ونفسه إلاّ بحقّه وحسابه على الله}
[متفق عليه].
وحديث: {من قال "لا إله إلا الله" دخل الجنة}.
وما في هذا المعنى من الأحاديث فأخذوا الأمر على عمومه من غير نظر إلى الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة الأخرى التي بيّنت أن الأمر ليس على عمومه، وأنه قد توجد حالات كثيرة لا يكون قول "لا إله إلا الله" فيها عاصماً للدم والمال وسبباً لدخول الجنة.
فإذا تحققت واحدة من تلك الحالات في شخص فإنه لا يكون من أهل لا إله إلا الله
وتجب دعوته إليها وتبصيره بمعناها ومقتضياتها ولوازمها والتي لا يصح الإسلام إلا بها
وسنعرض هنا بعض الحقائق الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي تعين طالب الحق على الوصول إلى الحق في هذه المسالة
والخروج من التناقضات النّاشئة من التمسك ببعض النصوص العامة، وفهمها فهماً ناقصاً وتضخيم شأنها على حساب النصوص الأخرى التي تفسِّرها أو تقيّدها.
ومن تدبّر هذه الحقائق وفهمها جيداً فستتجلَّى له الحقيقة وسيعرف أنها فكرةٌ ضالةٌ غريبةٌ لا تمت إلى عقيدة السلف بصلة، وأنها أخطر على الإسلام من فكرة المرجئة(1) القديمة التي ذمَّها السلف الصالح وتبرّؤا منها.
وسنشرع بإذن الله تعالى في عرض هذه الحقائق(2) تباعا وبإيجاز من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
فتابعونا هدانا الله وإياكم لما فيه خير..
____________________
(1)هم الذين أرجأوا العمل من مسمّي الإيمان أي: لم يُدخلوه فيه وقالوا: إنّ الله يقول(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ففرّق بين الإيمان والعمل. كان الخلاف لفظياً بين السلف وبين أوائلهم إذ كانوا يؤمنون بأن أهل الكبائر يمكن أن يدخلوا النار. ولكن جاء بعدهم غلاة المرجئة وهم: (أ) الكرامية القائلين بأن الإيمان قول اللسان . (ب) الجهمية القائلين بأنه معرفة القلب .
(2) هذه الحقائق منقولة من كتاب "حكم من قال لا إله إلا الله" بتصرف يسير والله الموفق لكل خير.
المصدر: منتديات التوحيد الخالص
sgsgm prhzr p,g gh Ygi Ygh hggi p,g prhzr sgsgm Ygh
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-26 الساعة 04:49 AM
من مواضيع :
الرد على أبي بصير في شرحه للجزء الأول من قاعدة في...
شروط صحة التوحيد (ما لا يصح التوحيد إلا به)
إن أردت أن تزيد في عمرك فأمامك سبيلان
لوحة مفاتيح عربية - clavier arabe - arabic...
المصداقية في مصادر التاريخ الإسلامي
الملك جبلة بن الأيهم .. بين الكبر والذلة لشرع الله
سبب ضلال الأذكياء
محاسبة النفس وأسباب إنكار الحق
بعض الضوابط للمشاركة في قسم (واقعنا المعاصر.. تحت...
الإسلام والثورة
رد مع اقتباس
2010-02-12 12:00 PM #2
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله - 1
الحقيقة الأولى
السلام عليكم مجددا في رحاب هذه السلسلة
ونبدأ مع أول حقيقة من حقائق لا إله إلا الله
إن الله سبحانه قد أمر رسله جميعاً بإبلاغ الناس كلمة "لا إله إلا الله"
وهي تتضمن نفياً وإثباتاً
نفي الألوهية والعبادة عن كل ما سوى الله
وإثباتها لله وحده.
ومعنى ذلك
لا يوجد أحد يملك السلطة والقدرة على النفع والضرّ والرزق والتدبير في أمر الخلق إلا الله، ومن ثم لا يستحقّ أحد أن يُعبد بالخوف والرجاء والتوكل والدعاء أو أن يُعبد بطاعة أوامره واجتناب نواهيه إلاّ الله.
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:25]
وقال الله تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف:59]
وقال الله تعالى: {وَإِلَى عَاْدٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود:50]
وقال الله تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود:61]
وقال الله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود:84]
ولم تكن غاية مهمة الرسل تبليغ الناس هذه الكلمة ليقولوها وتركهم عند ذلك القول بدون التدخُّل بينهم وبين ما يتّخذون لأنفسهم من الآلهة والمعبودات.
وإنما كانوا يستهدفون تعبيد الناس لربهم الذي خلقهم، ورزقهم، واستعمرهم في هذه الأرض والذي له وحده الحقّ في تصريف حياتهم وتوجيهها.
وكان كل رسول يريد من قومه إخلاص العبودية والطاعة لله عند ما كان يطلب منهم أن يقولوا "لا إله إلا الله" أي كان يطلب منهم القول والعمل بما دلَّت عليه كلمة "لا إله إلا الله" وكان كل رسول يخاطب قومه بلسانهم الذي يفهمونه حتى يتم البيان.
وقال الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}
وقد أخبر الله تعالى أن الرسل مع اختلاف لغاتهم كانوا يبلِّغون الناس حقيقةً واحدةً هي:
{أُعْبُدُوا اللّهَ مَالَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [هود:50]
{أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل:36]
وهذا هو مدلول كلمة التوحيد "لا إله إلا الله"
فيتبيَّن من ذلك أن المسلم المستجيب لدعوة الرسل هو :
كل من قال "لا إله إلا الله" ثم عبد الله وحده وكفر بالآلهة واجتنب الطواغيت
ويتبيَّن كذلك أن
من قال الكلمة مع وقوعه في عبادة غير الله لا يعتبر مسلماً مستجيباً لدعوة الرسل عليهم السلام.
وكل من جمع قول "لا إله إلا الله" مع عبادة غير الله لا يخلو من إحدى حالتين:
الأولى: كونه لا يفهم المراد من الكلمة ولم تبلغه بلغةٍ يفهمها.
الثانية: كونه يفهم المراد ولا يريد الإلتزام بمعناها.
وفي كلتا الحالتين لا يكتسب بقول "لا إله إلا الله" صفة الإسلام،
لأنه في الحالة الأولى يكون كافراً جاهلاً.
وفي الحالة الثانية يكون كافراً معانداً،
فيشترط لقولها أن يكون قائلها عالماً بمدلولها، وبما تنفيه أو تثبته،
عاملاً بمقتضاها من إخلاص العبادة لله وترك عبادة غيره
قال الله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الله} [محمد: 19]
وقال أيضا: {إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِاْلحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86]
واعتبار قائلها مسلماً في جميع الأحوال، ولو كان عاكفاً على عبادة غير الله قولٌ لم يقل به أحد من العلماء، ولم يرد به نصّ، بل هو من تحريف الكلم عن مواضعه كالذي ذمّ الله اليهود به.
إن من الناطقين بشهادة أن "لا إله إلا الله" من لا يقصد عند نطقه بها معناها ومدلولها الشرعي الذي هو :
إخلاص العبادة لله والكفر بكل ما يُعبد من دون الله
وذلك أنه لم يفهم معنى كلمة "الإله" وبالتالي لم يفهم معنى "لا إله إلا الله" كالطوائف التي تفسر "الإله" بأنه "الخالق" أو "القادر على الاختراع".
وتظن أن "لا إله" نفيٌ لتعدد الخالق و "إلا الله" إثبات وحدانيته.
وتظنّ أن هذا هو التوحيد الذي أرسل الله به الرسل، وفرّق الناس إلى "مسلمين" و"مشركين"
هذه الطوائف لم تعرف التوحيد ولم تدخل في الإسلام بقول "لا إله إلا الله" لأن الأعمال والأقوال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فإذا قال الإنسان "لا إله إلا الله" وهو لا ينوي الدخول في الإسلام -الذي هو إخلاص العبادة لله ونبذ الشركاء والطواغيت التي تُعبد من دون الله- لا يكون مسلماً بنطقه لأنه لم يعرف الإسلام ولم ينوِ الدخول فيه.
تابعونا لنواصل معا فهم ماهية هذا الدين وحقيقته التي وضحها الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أوضح بيان
والله المستعان
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-12 الساعة 04:35 PM
من مواضيع :
إلـى الأمــام
مواعــظ إبليــس !
عبارات لا ينبغي أن تقولها لولدك !
نظف جهازك من الأرشيف والملفات الزائدة (بدون...
موسوعة علوم اللغة - الإصدار الأول
من أدب الرفض
روائع الإمام مــالك رحمه الله
سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
لا دين بلا تكفير (تمييز أتباع دين ما عن غيرهم)
قصة وعبرة .. عن الحقائق والمسميات
رد مع اقتباس
2010-02-12 12:56 PM #3
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله - 1
تابع للحقيقة الأولى
قال الشيخ ابن تيمية: فإن الرجل لو أقرّ بما يستحقه الرب تعالى من الصفات ونزهه عن كل ما ينَزّه عنه وأقرّ بأنه وحده خالق كل شيء، لم يكن موحّداً حتى يشهد أن "لا إله إلا الله" وحده فيقرّ بأنَّ الله وحده هو الإله المستحقّ للعبادة ويلتزم بعبادة الله وحده لا شريك له.
والإله هو : المألوه المعبود الذي يستحقّ العبادة وليس هو "الإله" بمعنى القادر على الاختراع،
فإذا فسّر المفسر "الإله" بمعنى القادر على الاختراع واعتقد أن هذا المعنى هو أخصّ وصف "الإله" وجعل إثبات هذا هو الغاية في التوحيد. لم يعرفوا حقيقة التوحيد، الذي بعث الله به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن مشركي العرب كانوا مقرِّين بأنَّ الله وحده خالق كل شيء وكانوا مع هذا مشركين.
قال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُمْ مُّشْرِكُونَ} [يوسف:106]
قالت طائفة من السلف تسألهم من خلق السماوات والأرض؟ فيقولون لله، وهم مع هذا يعبدون غيره.
قال الله تعالى: {قُلْ لِّمَنِ اْلأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ.سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُون. قُلْ مَنْ رَّبُّ السماوات السَّبْعِ وَرَبُّ اْلعَرْشِ اْلعَظِيم سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ. قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. سَيَقُولُونَ للهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون:84-89]
فليس كل من أقرّ بأن الله تعالى رب كل شيء وخالقه يكون عابداً له دون ما سواه. داعياً له دون ما سواه. راجياً له، خائفاً منه دون ما سواه. يوالى فيه ويعادى فيه. ويطيع رسله ويأمر بما أمر به، وينهى عما نهي عنه. وعامة المشركين أقرُّوا بأن الله خالق كل شيء وأثبتوا الشفعاء الذين يشركونهم به وجعلوا له أنداداً.
قال الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلاْ يَعْقِلُونَ. قُلْ للهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَاْلأَرْضِ} [الزمر:43].
وقال الله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّؤُنَ اللهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السماوات وَلاَ فِي اْلأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [يونس:18]
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمْ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيْكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94]
قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} [البقرة: 165].
ولهذا كان من أتباع هؤلاء من يسجد للشمس والقمر والكواكب ويدعوها ويصوم وينسك لها ويتقرّب إليها. ثم يقول إن هذا ليس بشرك. إنما الشرك إذا اعتقدت أنها المدبّرة لي. فإذا جعلتها سبباً وواسطةً لم أكن مشركاً، ومن المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا شركٌ". (1)
بهذا نكون قد انهينا تبيان الحقيقة الأولى من هذه السلسلة التي تهدف لتبصير الناس بمعنى دين التوحيد، وما يقوم عليه من أسس ومبادئ وضحها كل نبي لقومه قبل أي أمر آخر، وما ذلك إلا لأهمية هذه المبادئ وخطرها على دين المرء
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما نقرأ .. وأن نتحرك بهذا الدين على الأرض .. لأن هذا الدين ليس مجرد نظريات وروحانيات كما يريد بعض العلمانيين فرضه .. وإنما هو دين كامل شامل لكل صغيرة وكبيرة في يوميات الإنسان .. فهو منهج حياة يرتكز على العلم والعمل ..
ولذلك ينبغي على كل من يقرأ هذه النظريات أن يحاول فهم واقعه على ضوءها
وأن يعيش عمليا بهذا الدين الذي يضع الحدود ويرسم المنهج
ومن دون فهم قواعده العلمية تذهب جهود العاملين وإن كانت بنية صادقة
لأنها لم تبنى على ركائز علمية صحيحة .. بل بنيت على دين الآباء والأجداد والأهواء التي تعصف بالبشرية عموما
اللهم اجعلنا من الذين تمسكوا بكتابك العزيز لا مبدلين ولا مغيرين إنك قريب مجيب الدعاء
_______________
(1) فتح المجيد.
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-12 الساعة 05:17 PM
من مواضيع :
عبارة: أسلمة الكافرين
الإسلام والثورة
الرد على أبي بصير في شرحه للجزء الأول من قاعدة في...
برنامج لحماية أسرتك من المواقع السيئة (شرح بالصور)
الإسلام ودعاة التجديد.. من الوريد إلى الوريد!
جوانب من الحياة .. في المغرب الإسلامي من خلال...
رأيت الدين سرا في البلاد .. غريبـا أهلـه بين...
خاطرة: أصل الدين - تأملات
شروط لا إله إلا الله وأدلتها من الكتاب والسنة
بخصوص التسجيل في المنتدى
رد مع اقتباس
2010-02-15 08:16 AM #4
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
الحقيـقـة الثـانيــة
من حقائق لا إله إلا الله
السلام عليكم وأهلا بكم مجددا في رحاب هذه السلسلة التي نستعرض من خلالها أهم المهمات وأعرف المعروف ونبصر بعضنا بأوجب الواجبات
هذه المعاني التي هلك من جهلها وضيعها ونجى من فهمها وعاش بها حياته وثبت عليها مخلصا لله راجيا مرضاته
إن الله تعالى قد أخبر في كتابه أن المشركين الذين وُوجهوا بدعوة أن "لا إله إلا الله" كانوا يفهمون المراد منها وأنه ترك الآلهة وعبادة إله واحد.
ولذا أنكروا هذه الدعوة وعدُّوها خروجاً عن دين الآباء والأجداد. ولم يكن أحدهم يَجرؤ على قولها إلا إذا أراد الإستسلام والدخول في الدِّين الجديد.
وإليك الآيات الدالة على فهمهم التام للمقصود من الدعوة وأنه ترك الآلهة المعبودة وعبادة الله وحده بلا شريك
لما دعا نوح عليه السلام قومه إلى أن"لا إله إلا الله"
وقال لهم: { أُعْبُدُوْا اللهَ مَاْلَكُمْ مِنْ إِلِهٍ غَيْرُهُ } [الأعراف:59]
كان جوابهم: { لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَسُوَاعاً وَلاَيَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } [نوح: 23]
ولما دعا هود عليه السلام قومه إلى أن "لا إله إلا الله"
وقال لهم: { أُعْبُدُوا اللهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [هود:51]
كان جوابهم: { يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَاْرِكِيْ آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ } [هود: 53]
{ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ أَباَؤُنَا } [الأعراف:70]
ولما دعا صالح عليه السلام قومه إلى أن "لا إله إلا الله"
وقال لهم:{ أُعْبُدُوا اللّهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [هود:61]
كان جوابهم: { يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِيْنَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } [هود: 62]
ولما دعا شعيب عليه السلام قومه إلى أن "لا إله إلا الله"
وقال لهم:{ أُعْبُدُوا اللّهَ مَالَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } [هو: 84]
كان جوابهم: { أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } [هود: 87]
ولما دعا إبراهيم عليه السلام قومه إلى أن "لا إله إلا الله"
وقال لهم: { إِنَّنِي بَرَاْءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ. إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [الزخرف:26-27]
قال له أبوه:
{أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَّمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا } [مريم: 46]
وقال قومه:
{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا أَلِهَتِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } [الأنبياء:67]
ولما دعا محمد صلى الله عليه وسلم قومه إلى أن "لا إله إلا الله"
وقال لهم: { إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيْءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }[الأنعام: 19]
{ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } [هود:14]
كان جوابهم:
{ أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ص: 5]
وقد قال الله تعالى عن المشركين عامة وعن جريمتهم التي سيدخلون النار بسببها:
{ فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي اْلعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ. إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِاْلمُجْرِمِينَ. إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ. وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارَكُوا أَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } [الصافات: 33-36]
وكذلك أخبر الله أن المشركين كانوا يعترفون بشركهم ويقرّون بأنّ لهم شركاء وآلهة ويظنون أن الله لا يبغض هذا الشرك الموروث عن الأسلاف، وكانوا يحتجّون على ذلك بمشيئة الله القدرية.
قال الله تعالى: { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ اَّلذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } [الأنعام:148]
وقال الله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُوْنِهِ مِنْ شَيْءٍ نَحْنُ وَلاَ آباَؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } [النحل:35]
وقال الله تعالى: { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِاْلفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى الله مَا لاْ تَعْلَمُونَ } [الأعراف:28]
وكانت تلبية قبائل نزار قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريك لك إلا شريكاً هو لك تملكه وما ملك.
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب وهو في مرض الموت:
{ قل: "لا إله إلا الله" كلمة أشهد لك بها عند الله }
قال له أبو جهل وصاحبه: أترغب عن ملّة عبد المطلب، فأبى أبو طالب أن يقول "لا إله إلا الله" ومات على ملَّة عبد المطلب.
فهذا يدلّ دلالة واضحةً على أنّهم كانوا على علمٍ بأن قول "لا إله إلا الله" يستلزم مفارقة ملّة عبد المطلب والأسلاف
ولذلك نفروا من قولها وقالوا كما حكى الله عنهم:
{ أَجَعَلَ اْلآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ.وَانْطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادٌ } [ص:5-6]
ولما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحصين بن المنذر: { كم إلهاً تعبد؟ قال سبعة، ستة في الأرض وواحداً في السماء. قال فمن تعدّ لرغبتك ورهبتك؟ قال الذي في السماء} [الترمذي/والحاكم].
وإذا قال أحدٌ من هؤلاء المشركين الذين يعرفون معنى الكلمة وما تقتضيه "لا إله إلا الله" كان من المعروف جيداً أنه يريد الإسلام
وأنه قد ترك الآلهة المعبودة الباطلة ، بعد أن علم بأنها لا تنفع شيئاً ولا تضرّ ولا تستحقّ العبادة.
ولذلك أصبح من شريعة الإسلام وجوب الكفّ عن هذا الصنف من المشركين ولو في حالة الحرب إذا قالوا "لا إله إلا الله" بخلاف غيرهم الذين يقولونها في كفرهم وشركهم.
وكما لا يخفى على عاقل فإن الكثير من الخلق يقولون "لا إله إلا الله" مع مناقضتهم لها وذلك بإتيانهم أصنافا من الشرك والعياذ بالله، فهؤلاء لا عبرة بتلفظهم بتلك الكلمة .. ومن هنا يتجلى لنا ضرورة العلم بمعنى هذه الكلمة حتى تنفع صاحبها وتعبر حقيقة عن دينه.
نسأل الله أن يعلمنا ما يرضيه ويرفع عنا سخطه يوم الدين، وأن يحيينا بهذا الدين .. وأن يقبضنا عليه
إنه قريب مجيب الدعاء
تابعونا بإذن الله في الحقيقة التالية (3) من حقائق لا إله إلا الله
من مواضيع :
بعض الضوابط للمشاركة في قسم (واقعنا المعاصر.. تحت...
الشدّة على المتعلمين مضرّة بهم
قصة وعبرة .. عن الحقائق والمسميات
لوحة مفاتيح عربية - clavier arabe - arabic...
طفولة العظماء .. قدوة للأبناء
كيف تكون فصيحا ؟
شروط لا إله إلا الله وأدلتها من الكتاب والسنة
بخصوص التسجيل في المنتدى
برنامج لحماية أسرتك من المواقع السيئة (شرح بالصور)
خطيب العرب .. قس بن ساعدة الإيادي (من حنفاء...
رد مع اقتباس
2010-02-17 08:38 AM #5
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
الحقيقـة الثالثـة
السلام عليكم
أصحابي .. أعضاء المنتدى .. زواره الأفاضل .. نواصل هذا الدرس ..
مع حقيقة أخرى من حقائق لا إله إلا الله .. التي لا يجهلها ولا ينكرها إلا هالك .. ومن سوّلت له نفسه اتباع الأهواء .. أما عباد الله المخلصين فليس للشيطان عليهم سبيل لأنهم .. هم وحدهم .. من قرروا اتباع كتاب الله وسنة رسوله عليهم الصلاة والسلام .. لا مبدلين ولا مغيرين .. مذعنين له .. لا يؤمنون ببعض الكتاب ويتركون بعضه .. ولا يخافون في ذلك لومة لائم ولا عتاب المنهزمين أمام أمواج الجاهلية .. هؤلاء هم الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله .. هم فقط لأنهم وحدوه وتمسكوا بحبله يوم ضل الناس وأشركوا وجهلوا مقاصد دعوة الأنبياء
فتعالوا بنا أصحابنا الأفاضل .. ومن أراد النجاة يوم التَّنَادِ .. نتذكر معا تلك المعاني الصافية .. فهل من عودة إلى ذلك الصفاء .. هل من عودة إلى تلك المبادئ الجليلة التي نوّرت حياة الصحابة عليهم رضوان الله والمسلمين كل زمان .. هؤلاء الذين سلكوا سبيل الموحدين وتبرأوا من المشركين وآلهتهم .. أما المشركون فما أدّوا حق الله وما قدروه حق قدره .. تعالى عما يشركون
فإن من الناس من يعبد من دون الله آلهة أخرى يعتقد أنها تملك النفع والضر ويطيع أرباباً متفرقين يشرعون له، ولا يعترف بـ"لا إله إلا الله" كحال المشركين الوثنيين.
ومنهم من يعتقد كاعتقادهم ويشرك بالله كشركهم ولكنه يقول "لا إله إلا الله"
كحال الكفار من أهل الكتاب
ومنهم من يعتقد كهذا الاعتقاد ويشرك بالله كهذا الشرك ولكنه يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله"
كحال كثير من المنتسبين إلى الملّة الإسلامية
فلا يصحّ تفريق هذه الأصناف الثلاثة عقلاً ونقلاً في الحكم بأنهم مشركون لا مسلمون
لأن حقيقة ضلالهم واحدة
والنصوص القرآنية في هذا الباب صريحة مطلقة
كقوله تعالى:
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً } [النساء:48].
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } [النساء:116].
{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج:31] .
{ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ } [المائدة:72].
ومثل هذا من كلام الله جل وعلا كثير
...
وقد وصف الله اليهود والنصارى بالشرك والخروج من دينه القويم.
ولم يكن لادّعائهم بأنهم أتباع موسى وعيسى وزنٌ عند الله، لأنهم كانوا كاذبين في هذا الإدّعاء.
فهم قد فارقوا الرسل، لما فارقوا التوحيد الذي جاءت به الرسل جميعاً.
وإن ظنُّوا أنهم لا يزالون على شيء من الدِّين.
قال الله تعالى: {إتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّنْ دُونِ اللهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [التوبة:31].
وقال الله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ اْلكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَاْلإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ ربِّكُمْ }[المائدة:68].
فأولى الناس برسل الله هم المؤمنون الموحِّدون
ولهذا لما ادّعى كلٌّ من اليهود والنصارى والمشركين أنهم أولى الناس بإبراهيم، أنزل الله تعالى:
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَاْ كَانَ مِنَ اْلمُشْرِكِينَ .إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ والَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ اْلمُؤْمِنِينَ } [آل عمران: 67-68].
وقال صلى الله عليه وسلم لليهود الذين يدَّعون أنهم أتباع موسى وأولى الناس به { نحن أحقّ بموسى منكم }
وقال أيضاً: { أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبيّ } . [البخاري].
وعدم تفريق الله بين الوثنيين وأهل الكتاب ووصفه جميعاً بالشرك مع أن أهل الكتاب يقولون "لا إله إلا الله" دلّ على أن :
من يشرك بالله من هذه الأمة التي تدّعي الإسلام فإنه مشرك مثلهم
لأن من إدّعى أنه من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم كاذباً كمن ادّعى أنه من أتباع موسى أو عيسى كاذباً.
ولا ينفع الإدّعاء الكاذب أحداً منهما في الدُّنيا والآخرة بعد الوقوع في الضلال المبين.
والذين يظنُّون أنهم أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وهم موافقون للكفار في الشرك والضلال واهمون مخدوعون، ليسوا من محمد صلى الله عليه وسلم في شيء. بل هم من أعدائه الذين أمر بالبراءة منهم.
قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيءٍ } [الأنعام:159].
وقال الله تعالى: { قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ } [الأنعام:19].
وليس من خصائصه صلى الله عليه وسلم -دون الرسل- أن من أقرَّ بنبوته يكن من أتباعه الناجين وإن إرتكب الظلم العظيم (الشرك)، فعبد مع الله غيره. واتّبع كتباً ما أنزل الله بها من سلطان. ولو كان هذا حقاً، وكان ذلك من خصائصه لنفع الذين أقرُّوا بنبوته من غير أن يتبرّؤا مما كانوا عليه من الكفر، كأبي طالب وهرقل وأمثالهم.
بل إن أشد أعداء الإسلام كأبي جهل وأمثاله كانوا يعلمون صدقه
قال الله تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُوْنَ } [الأنعام:33].
إن هذا الدين نزل بالعدل والحق المبين، وليس من العدل وليس من الحق أن من أشرك وجهل وناقض أصل دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القائم على التوحيد يلحق بأتباعه بأي حال من الأحوال، والمسلمون يوقنون حق اليقين أن من انتسبوا للأنبياء سابقا وهم مشركون فليسوا على شيء وادعاءهم باطل كما بيّنا من كلام الله جل وعلا، بل إن الأنبياء جاؤوا أصلا ليعلموا أقوامهم أن أوجب الواجبات هو توحيد الله والبراءة من الشرك وأهله وكل معبود من دون الله
ولذلك فإن المسلم يؤمن بعدل الله مع عباده أجمعين .. وأن من أشرك من هذه الأمة أو غيرها في أي زمان فإنه ليس من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم وليس على دينه .. حتى يوحد الله ويتوب من شركه كاملا ويتبرأ من المشركين وما يعبدون.
تابعونا في الحقيقة التالية (4) من حقائق كلمة التوحيد لا إله إلا الله
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-17 الساعة 09:53 AM
من مواضيع :
ترك الإسلام اتقاء الفتنة !
إلـى الأمــام
روائع الإمام مــالك رحمه الله
دروس في التوحيد - كتاب
الطاغوت - محاضرة
لوحة مفاتيح عربية - clavier arabe - arabic...
تيسير علم الحديث - فلاش بسيط
نظف جهازك من الأرشيف والملفات الزائدة (بدون...
تذكير الأبرار بحكم من يكتم إيمانه بين الكفار -...
خطوات نحو عبادة الأموات (صور من الواقع)
رد مع اقتباس
2010-02-20 07:28 AM #6
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
الحقيقـة الرابعــة
السلام عليكم
قد أخبر الله تعالى في كتابه أنه لم يأمر عباده إلا أمراً واحداً، وبيّن أن هذا الأمر هو :
أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً
قال الله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}[النساء:36]
وقال الله تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة:5]
وقال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً}[التوبة:31]
فقد أكّدت هذه الآيات
أن إخلاص العبادة لله هو الأمر الأول الوحيد الذي أمر الله عباده في كتابه قبل الأوامر الأخرى الفرعية
ومن لم يحقِّق ويلتزم بهذا الأمر الأول لا يكون مسلماً مؤمناً بالتزامه وعمله بالأوامر الفرعية الكثيرة
لأنَّ كلّ ما بعد هذا الأمر الأول من الأوامر والنواهي الفرعية مثل: الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحجّ والجهاد وغير ذلك. وكذلك النواهي، كالنهي عن قتل النفس إلا بالحقّ وعن الخمر والميسر والزنا والربا وغير ذلك... فكلّ هذه الأوامر والنواهي الشرعية قائمة على ذلك الأمر الأول، ومنبثقة منه، ولا تكون مقبولةً عند الله إلا به
فإن الإنسان إذا أدّى الواجبات، واجتنب المحرّمات، وانقاد لجميع الأحكام الشرعية، فإن كل ذلك لا ينفعه شيئاً حتى يحقق أولاً ذلك الأمر الأول الوحيد. فيترك الشرك وعبادة غير الله
قال الله تعالى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ اَلخَاسِرِينَ} [الزمر:43]
وقال عزّ وجلّ:{وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: 88]
والأمر بقول "لا إله إلا الله" ليس أمراً فرعياً مثل الأمر بالصلاة والزكاة وغيرها وإنما هو أمر بعبادة الله وحده لا شريك له وصيغة ثانية له ولذلك
قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25]
وقال أيضا: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل:36]
والأحاديث الكثيرة المرويّة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل الحديث:
{أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: "لا إله إلا الله"}
وحديث: {قولوا "لا إله إلا الله" تفلحوا}
> وما في هذا المعنى من الأحاديث يجب أن يُفهم منها أنها كانت دعوة إلى عبادة الله وحده بلا شريك، واجتناب الطواغيت، يؤديها النبي صلى الله عليه وسلم ويبلِّغها إلى الناس كما فعل مَن قَبله من الرسل.
>ولم تكن طلباً من الناس أن يأتوا بالنطق، والتلفظ بكلمة التوحيد بأفواههم، مع استبقائهم للشرك، وعبادة غير الله في واقعهم العملي.
>ولا يجوز أن يحسب الإنسان من أهل"لا إله إلا الله" حتى يرضي بعبادة الله وحده بلا شريك، ويجتنب عبادة الطواغيت.
والأمر بالإسلام الوارد في القرآن كذلك
كقوله تعالى: {وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ اْلعَالَمِينَ} [الأنعام:71]
وقوله: {فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج:34]
وقوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [هود:14]
وقوله تعالى: {فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 132]
ليس هذا الأمر أمراً فرعياً كالأمر بالصلاة والزكاة. وإنما هو أمرٌ بعبادة الله وحده لا شريك له، وصيغة ثالثة لهذا الأمر الأول الوحيد. وليس طلباً من الناس أن يقولوا بأفواههم: "أسلمنا" أو"نحن مسلمون"، مع استبقائهم للشرك وعبادة غير الله في واقعهم العملي .
إذا عرفت أن هذه الأوامر الثلاثة التي هي:
1 - الأمر بعبادة الله وحده بلا شريك
2 - الأمر بقول لا إله إلا الله
3 -الأمر بالإسلام
عبارة عن أمر واحد عُرض بصيغ مختلفة تؤدّى إلى غاية واحدة
إذا عرفت ذلك يسهل عليك أن تعرف أن من لم يحقِّق ذلك الأمر الأول الوحيد الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له، والكفر بما يُعبد من دونه من الآلهة والطواغيت، لا يكون من أهل "لا إله إلا الله"، ولا يكون كذلك من أهل "الإسلام".
لأن الأمر بإخلاص العبادة لله هو الأمر بقول "لا إله إلا الله" وهو الأمر بالإسلام
ويسهل عليك أيضاً أن تعرف ضلال من فرق بين هذه الأوامر الثلاثة، وظنّ أن إسلام المرء يتمّ بالنطق بكلمة التوحيد. فإن قال الإنسان: "لا إله إلا الله" فقد أسلم!! أما إخلاص العبادة لله، والكفر بالآلهة والطواغيت، فليس في نظره شرطاً يجب أن يصاحب نطقه بكلمة التوحيد، فخالف بذلك ما صرح به القرآن.
وهذا جهلٌ فاحشٌ، وجمعٌ بين الضدين يدلُّ على سوء فهمهم وبُعدهم عن معرفة حقيقة الإسلام.وجوَّز أن يكون الإنسان مسلماً وهو يعبد مع الله غيره، ويتّبع ما لم يأذن به الله من شرائع الطواغيت.
فينبغي التنبه على أن الإخلاص، وعدم الشرك شرطٌ لقول "لا إله إلا الله".
وإنها لا تنفع قائلها إلا إذا قصد إخلاص العبادة لله والبراءة من الشرك.
وأن المشرك مهما قالها لا يُحسب من أهلها، حتى يتوب من الشرك.
تابعونا في الحقيقة التالية (5) من حقائق كلمة التوحيد لا إله إلا الله
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-20 الساعة 07:31 AM
من مواضيع :
وقولوا للناس حُسناً
روائع الإمام الشافعي .. رحلة العمر مع عبقري الأمة
معنى الإسلام .. مختصر سهل بسيط
للتنبيه عن أخطاء إملائية في الآيات والأحاديث
سبب ضلال الأذكياء
محاسبة النفس وأسباب إنكار الحق
القرآن أمام البرلمان
عبارة: أسلمة الكافرين
نحو جيل يقرأ (من أساليب تحبيب القراءة للأطفال)
روائع الإمام مــالك رحمه الله
رد مع اقتباس
2010-02-21 05:38 AM #7
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
الحقيقـة الخــامسة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الأمين وبعد ..
أعضاءنا الأفاضل زوار مجلسنا الكرام السلام عليكم وأهلا بكم
قد ذكر الله تعالى إبراهيم عليه السلام في كتابه كثيراً. ووصفه بأنه كان حنيفاً، وأنه لم يكن من المشركين.
قال الله تعالى:]إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً للهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ[ [النحل:120]
وقال الله تعالى: ]قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بريءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ. إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السماوات وَاْلأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ اْلمُشْرِكِينَ[ [الأنعام:78-79]
ومعنى (الحنيف) هو كما قال الإمام ابن كثير في تفسيره لهذه الآية قال
حنيفاً) أي في حال كوني حنيفاً. أي مائلا عن الشرك إلى التوحيد.
ولهذا قال وما أنا من المشركين.
وقال الإمام ابن القيّم: (الحنيف) المقبل على الله المعرض عن كل ما سواه.
(والحَنِيفية) هي دين إبراهيم، ومعناها. الإقبال على الله والميل إلى عبادته وحده بلا شريك، والبراءة من الشرك، ومن أهل الشرك. وهذا هو الإسلام الذي أمره الله. ومقتضى الإقرار بـ "لا إله إلا الله".
وقد بعث الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم بالحنِيفية ملة إبراهيم عليه السلام فأمره أن يكون حنيفاً وأن لا يكون من المشركين وبيَّن أنها دين الفطرة وأنها أحسن الأديان.
فلنرجع لكلام رب البرية ولنتعلم ديننا من هذا المنهل الصافي والذي ما تمسك به عبد إلا نجى وما حاد عنه عبد إلا هلك وضاع بين أهواء البشر الذين زين الشيطان لهم أعمالهم
إن هذا الدين نزل لكل البشر في مشارق الأرض ومغاربها .. نزل بالحق المبين الذي يفقهه أبسط عبد لأنه يوافق الفطرة ويتناغم مع كل ما خلق الله جل وعلا في هذا الكون .. فإذا انقطعت بنا السبل وغرقنا في وسط الجاهلية فإن القرآن الكريم هو خير ما يتمسك به المرأ لفهم حق الله علينا
فلنقرأ كلام الله جل وعلا ولنتفكر في أنفسنا ولنصحح منهجنا وعقيدتنا وفق مراد الله
قال الله تعالى: ]ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وما كان مِنَ اْلمُشْرِكِين[ [النحل:123]
وقال الله تعالى: ]وَمَنْ أَحْسَنُ دِيْنًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً[ [النساء:125]
وقال الله تعالى: ]قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. دِيْناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وما كان مِنَ اْلمُشْرِكِينَ. قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ اْلعَالَمِينَ. لاَ شَرِيكَ لَهُ وبذلك أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[ [الأنعام:161-163]
وقال الله تعالى:]فَأَقِمْ وَجْهَكَ للِدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ اْلقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُوْنَ.مُنِيـبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ اْلمُشْرِكِينَ[ [الروم:30-31]
وقال الله تعالى: ]قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِّنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ اْلمُؤْمِنِينَ. وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ اْلمُشْرِكِينَ[ [يونس:104-105]
وقال الله تعالى:]فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ اْلأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ[ [الحج:30-31]
فمن هذه الآيات وأمثالها في القرآن، نستخلص عدّة حقائق هامّة، أهمُّها:
(1) أن الحنيفية هي الدِّين الوحيد الذي يرضاه الله لعباده. ومعناها أن يعبد الإنسان الله مخلصاً له الدِّين، وأن يتبرّأ من الشرك ومن أهل الشرك.
(2) أن الحنيفية هي الإسلام وأن الإسلام هو الحنيفية وقد جاء في الحديث: {بُعثت بالحنيفية السمحة} [رواه أحمد].
(3) أن الحنيف هو المسلم وأن المسلم هو الحنيف. فكما لا يجوز أن يُقال لمن أشرك هو "الحنيف"، لا يجوز كذلك أن يُقال "هو مسلم".
قال الإمام ابن تيمـية : "فالقلب إن لم يكن حنيفاً مقبلاً على الله معرضاً عمَّا سواه كان مشركاً" (1)
والغافلون عن هذه الحقائق الكبيرة من مدّعى العلم والفقه في هذا الزمن جاءوا بتفصيل عجيب، لم يُسبقوا إليه حيث قالوا :
من قال "لا إله إلا الله" بلسانه فهو المسلم. فإن قال "لا إله إلا الله" ثم عبد الله وحده فهو المسلم الحنيف، وإن قال "لا إله إلا الله" ثم أشرك بالله فهو مسلم وإن لم يكن حنيفاً.
ففرّقوا بين الإسلام والحنيفية، كما فرّقوا بين المسلم والحنيف
ولم يعلموا أن من أشرك بالله كما لا يكون حنيفاً لا يكون كذلك مسلماً. إذ لا فرق بين الصفتين.
ولم يعلموا كذلك أن الإنسان قد يقول "لا إله إلا الله" بصدق ويقين وإخلاص، وقد لا يقول.
وأنّ هناك فرقاً بين قائلها بصدق ويقين وإخلاص، وبين قائلها بشركٍ وشكٍ ونفاقٍ.
ولم يعلموا أن قائل "لا إله إلا الله" في كفره وشركه يكون على إحدى حالتين:
الأولى: أن يكون كفره ظاهراً، فيحكم بكفره مع قوله "لا إله إلا الله" وتجرى عليه أحكام أمثاله من الكفار.
الثانية: أن يكون كفره باطناً ويبدي التوحيد والإخلاص والبراءة من الشرك في الظاهر، فيكون حينئذٍ منافقاً في الدرك الأسفل من النار مع قوله "لا إله إلا الله"، ولكنه في الدنيا تجرى عليه أحكام المسلمين لإتيانه بالإسلام الظاهر.
فاليهود مثلاً: كانوا على الحالة الأولى. كانوا يقولون "لا إله إلا الله" ويدَّعون أنهم على ملة موسى وإبراهيم عليهما السلام. فأبطل القرآن زعمهم، بأنهم يشركون بالله وليسوا بحنفاء. وأنهم خالفوا بذلك ملَّة الأنبياء الذين هم كانوا على الحنيفية. وأنهم أصبحوا كفاراً.
قال الله تعالى: ]وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ اْلمُشْرِكِينَ[ [البقرة:135]
وقال الله تعالى: ]مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ اْلمُشْرِكِينَ[ [آل عمران:67]
وقال الله تعالى:]قُلْ يَا أَهْلَ اْلكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّواْ فَقُولُوا اَشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ[ [آل عمران:64]
فلظهور شركهم وكفرهم، وإصرارهم عليه، اعتبرهم القرآن كفاراً. ولم ينفعهم قولهم "لا إله إلا الله". إذ كان ذلك القول مصحوبا بكفرهم في نفس الوقت.
وكذلك المرتدون الذين ظهروا في عهد الصحابة، وما بعده. كانوا على الحالة الأولى. فقد كفروا وأشركوا وخرجوا عن الحنيفية، وهم لا يزالون يقولون بأفواههم "لا إله إلا الله". فلم ينفعهم القول، بل حكم عليهم بالكفر. ونفذ فيهم أحكام المرتدين بحزمٍ وصرامةٍ شديدة.
أما المنافقون فقد كانوا على الحالة الثانية، حيث كانوا يُظهرون الإسلام، وموافقة الحنيفية، ويبطنون الكفر، ومعاداة الحقّ وأهله فأُجريت أحكامهم على الظاهر. ونفعهم القول في الدنيا. إذ أصبحوا معصومي الدماء والأموال ولم ينفعهم في الآخرة فكانوا في أسفل دركات النار.
قال الله تعالى: ]إِنَّ اْلمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ اْلأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً[ [النساء:145]
فنخلص إلى أن قول لا إله إلا الله باللسان ومناقضتها بالشرك في الإعتقاد أو القول أو العمل لا تنفع صاحبها وإن حسنت نيته، وإنما العلم بمعناها شرط ضروري ليستحق المرء وصف الحنيف بعد الإعتقاد والعمل بها، كما ثبت ذلك في كتاب الله عز وجل، فهذا الوصف متعلق حصريا بمن تبرأ من الشرك بكل صوره ومن أهله ووحد الله جل وعلا
وأدعو الباحثين عن الحق إلى العودة إلى كتاب الله وإلى سيرة الأنبياء ويعتبروا ويقتدوا بخير الأنام ويتجردوا من لباس التقليد الأعمى الذي أدخل الأمة في نفق الجهل ..
لابد أن نعلنها صرخة مدوية للبشرية جمعاء كما نزل هذا الدين أول مرة .. هي دعوة قديمة جديدة لمواجهة الشرك والعودة إلى الحنيفية السمحة
نسأل الله أن يهدينا جميعا لما فيه خير وأن يشرح قلوبنا لدين الحنيفية ويثبتنا عليه
آمين والحمد لله رب العالمين
(1) العبودية
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد إبراهيم ; 2010-02-21 الساعة 06:04 AM
عن الحسن البصري:
رحم الله امرأ خلا بكتاب الله عزّ وجلّ، وعرض عليه نفسه، فإن وافقه حمد ربَّه وسأله المزيد من فضله، وإن خالفه تاب وأناب ورجع من قريب
من مواضيع :
التفريق بين الضاد والظاء
الإيمان بملة الديمقراطية أو ممارستها .. إيمان...
التبصير بقاعدة شروط وموانع التكفير
بعض الضوابط للمشاركة في قسم (واقعنا المعاصر.. تحت...
القرآن أمام البرلمان
ترك الإسلام اتقاء الفتنة !
روائع الإمام أبي حنيفة .. قصة رجل فريد
وما عربية هذا الزمان .. كتلك التي ربيت في الخيام...
عجائب مشاهداتي في رحلة ماليزيا
من واقع الأمة .. ألاّ يوحدوا الله
رد مع اقتباس
2010-02-22 06:02 AM #8
الحالة : متواجد
تاريخ التسجيل : Aug 2009
المشاركات : 564
رد: سلسلة حقائق حول لا إله إلا الله
الحقيقــة السادســة
قد بيَّن القرآن أن الإنسان إذا اعتقد أن أحداً من دون الله يملك السلطة والقدرة على النفع أو الضرّ، ثم أخذ يدعوه ويستغيث به في جلب المنافع ودفع المضارّ مما لا يقدر عليه إلا الله أنه قد اتّخذه إلهاً.
قال الله تعالى: { وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللهِ قُلْ أَتُنَبِّؤُنَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السماوات وَلاَ فِي اْلأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْ